الذكاء الإنفعالى وعلاقته بإدارة الأزمات كما تدركه ربة الأسرة (دراسة مقارنة بين مصر والسعودية)

تكمن منابع القوة داخل كل ربة أسرة ، فقط عليها أن تكتشفها وتنميها وتوظفها التوظيف الأمثل بطريقة تساعدها على خدمة ذاتها وأفراد أسرتها وتحقيق أهدافهم مع الشعور بالسعادة والرضا والاستقرار الأسرى، فالنجاح أو الفشل يتوقف على وعي ربة الأسرة بإنفعالاتها ومشاعرها وطريقة إستخدامها وحسن إدارتها والذي يعتبر هو حجر الزاوية والأساس الذى يسهل وييسر حل المشكلات ويمكنها من فهم ومواجهة تحديات الحياة والتأقلم معها بمنطقية والعمل تحت الضغط والمبادرة وتحفيز الذات والقدرة على الإستنتاج وإتخاذ القرارات  المناسبة والتغلب على القلق ومقاومة اليأس والإحباط مع طرح المحاولات الإبتكارية بشكل أكثر فاعلية، فعلى قدر إمتلاك ربة الأسرة لمهارات الذكاء الإنفعالى يكون نجاحها فى الحياة بشتى صورها، حيث يعد الذكاء الإنفعالى أقوى مهارة يكتسبها الفرد لمقاومة تعرضه الضغوط والأزمات والسيطرة عليها وكيفية إدارتها والتعامل معها  بطريقة أكثر جودة وفاعلية، ولذلك كان الهدف الرئيسى للبحث دراسة مستوى الذكاء الانفعالي بأبعاده المختلفة (إدارة الإنفعالات، التعاطف، تنظيم الانفعالات، المعرفة الوجدانية، التواصل الإجتماعى) لدى ربة الأسرة لعينتين من مصر والسعودية وعلاقته بإدارة الأزمات الأسرية بمراحلها المتعددة (مرحلة ما قبل الأزمة، وقوع الأزمة، ما بعد الأزمة) (كدراسة مقارنة)، وقد طبقت الدراسة على (200) ربة أسرة منهن (100) مصرية، و(100) سعودية  تم اختيارهن بطريقة صدفية ومن مستويات إجتماعية وإقتصادية وتعليمية مختلفة ، وقد أسفرت النتائج الآتى عن وجود فروق دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطات درجات ربات الأسر عينة البحث فى مصر والسعودية في مستوى الذكاء الإنفعالى بأبعاده المختلفة وإدارة الأزمات الأسرية المتعددة تبعا لإختلاف الجنسية لصالح ربات الأسر المصريات، كما يوجد تباين دال إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطات درجات ربات الأسر "عينة البحث" فى مصر والسعودية فى مستوى الذكاء الإنفعالى بأبعاده المختلفة وإدارة الأزمات الأسرية بمراحلها المتعددة تبعا لمتغيرات المستوى الاجتماعي والاقتصادي (عمل ربة الأسرة، حجم الأسرة، السن، تعليم الأم، تعليم الأب، دخل الأسرة) وكانت النتائج لصالح ربة الأسرة العاملة، وكبيرة الحجم، والأكبر سنا، ولصالح الأم والأب ذوى التعليم المرتفع، ولصالح أصحاب الأسر مرتفعة الدخل على التوالي، كما أسفرت النتائج عن وجود علاقة إرتباطية  دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) في مستوى الذكاء الإنفعالى بأبعاده المختلفة وإدارة الأزمات الأسرية بمراحلها المتعددة بين درجات ربات الأسر عينتى البحث فى مصر والسعودية، وتوصى الباحثتان بأهمية بحث وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية والجهات المختصة قضايا ومشكلات الأسرة العربية والعمل على  نشر ثقافة الموضوعات المتعلقة بعلم النفس الإيجابى فى جميع الأوساط والميادين ومن أهمها "مهارات الذكاء الإنفعالى" وتبين دوره الفعال مواجهة ضغوط الحياة وإدارة الأزمات الأسرية الأمر الذى يؤدى إلى نجاح الفرد أسرياً وأكاديمياً ومهنياً. إلخ