تأثر تاريخ الفن التشكيلي عبر العصور والحضارات بالمفاهيم الفكرية والفلسفية والتي ساهمت في بلورة الكثير من الحركات الفنية المختلفة ،فقد أستطاع الفنان أن يدرك ما حوله من أحداث ومتغيرات ومتطلبات لمجتمعة صاغها وفق فكر فلسفي خاص به ، حتى جاء القرن العشرين وساعد مع تعدد منابع الرؤية في مجالات الفنون وما شملته من مصادر تمثلت في أشكال مرئية وأفكار انعكست على الفنون العامة إضافتاً إلى التطور الهائل الذي شهده العالم في مجالات العلوم والتكنولوجيا وظهور النظريات الحديثة، مع الكثير من الفلسفات والنظريات والتي ساهمت بشكل فعال ومؤثر في الهيكل الإبداعي للفن ، فلم تعد ترتكز دراسة الفلسفات فقط " على علوم الأدب والفلسفة والمنطق بل كان لها دورها الفعال في مجالات الفنون التشكيلية"[1]فقد ظهرت اتجاهات فنية متعددة منها من ارتبط واعتمد على العلم والتكنولوجيا والتطور الصناعي ومنها من تناول صياغة وإعادة تقيم الفنون وفق مفاهيم فكرية ورؤية فلسفية خاصة نتج عنها طراز فني غاية في الإبداع والابتكار كانت مرتبطة" بالفكر أو بالأسلوب الادائي أو التقنيات أو الخامات وكان هذا التغير دائما مصابا للتغير في مقومات المجتمع الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ولما كان الفن أحد هذه المقامات فلقد تفاعل دائما معها وتأثر بأي تغير يطرأ عليها ليعبر بلغته الصامتة عن أحداث المجتمع"[2].
1-دعاء حسنين على سليم 2004: - الصيغ التشكيلية للفن الجديد كمدخل للإثراء التعبير في التصوير " رسالة ماجستير – كلية التربية الفنية – جامعة حلوان – ص 1 [2] - أمل مصطفى 1999: - اتجاهات الفن الحديث -القاهرة- الأمل للطباعة والنشر ص 7.