مستوى وعي الطالبات الجامعيات وأمهاتهن بموضوعي سرطان الثدي وعنق الرحم (دراسة مقارنة)

يعتبر كل من سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم من أكثر أنواع السرطان شيوعاً وتأثيراً على الصحة الإنجابية للإناث على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، وهذين النوعين من السرطان يسهمان بشكل كبير في زيادة عبء مرض السرطان لدى النساء، ويمثلان أحد المسببات الرئيسية للوفاة بين الإناث على مستوى العالم. وقد زاد الاهتمام بالتوعية الصحية المتعلقة بهذين المرضين عبر الأجيال المختلفة من النساء. ويهدف هذا البحث بصورة رئيسية إلى مقارنة مستوى وعي الطالبات الجامعيات وأمهاتهن بموضوعي سرطان الثدي وعنق الرحم. وقد تم تطبيق أداة الدراسة على عينة غرضية شملت 120 طالبة من الطالبات الجامعيات بكليات جامعة الإسكندرية، و120 من أمهات هؤلاء الطالبات.
وتمثلت أهم النتائج البحثية في أن التليفزيون قد جاء على رأس مصادر المعلومات الصحية المتعلقة بمرضي سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم لدى الأمهات بواقع (75.0%، و63.3% على التوالي)، بينما كان الإنترنت هو مصدر المعلومات الأهم لدى الطالبات لكل من سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم بواقع (79.2%، و65.8% على التوالي). وبالسؤال عن عوامل الخطر المؤدية للإصابة بمرض السرطان  بشكل عام أفادت 97,7% من الطالبات و88,3% من الأمهات بأن التدخين يعتبر من عوامل الخطر المسببة لحدوث الأورام السرطانية بشكل عام ، أما بالنسبة لسرطان الثدي فقد تميزت أيضاً إجابات الطالبات مقارنةً بالأمهات  حيث ذكرت 79,2%، و70,0% لكل منهما على التوالي أن التعرض للإشعاع يعد من عوامل الخطورة المؤدية لحدوث سرطان الثدي ، وقد أظهرت الطالبات تميزاً في الإجابات المتعلقة بالمعوقات النفسية التي تحول دون الاكتشاف المبكر لأورام الثدي حيث أجابت 88,3% من الطالبات بأن الخجل من العوامل التي تعيق الاكتشاف المبكر لأورام الثدي مقارنة ب75,8% من الأمهات مما ظهر معه فروقاً معنوية بين التوزيعين عند مستوى احتمالي 0,05، بينما أكدت 92,5% من إجمالي المبحوثات أن الاكتشاف المبكر لأورام الثدي يحسن من فرص الشفاء دون ظهور فروق معنوية بين التوزيعين.
وبالنسبة لمعارف المبحوثات نحو سرطان عنق الرحم أفادت 53,3% من إجمالي المبحوثات بضرورة تطعيم الإناث ضد فيروس الورم الحليمي البشري HPV المسبب لسرطان عنق الرحم دون ظهور فروق معنوية بين التوزيعين، بينما أظهرت الطالبات تقدماً فيما يتعلق بمعارفهن عن مسحة عنق الرحم مقارنة بالأمهات حيث أجابت 47,5% من الطالبات أن تلك المسحة تعد من طرق الكشف المبكر مقابل 31,7% من الأمهات مما أظهر فروقاً معنوية عند مستوى احتمالي 0,05 بين التوزيعين.
وبالنسبة لمستوى المعارف المتعلق بكلا المرضين فقد حققت الطالبات تميزاً في كل من من مستوى المعارف المتعلق بعوامل خطورة سرطان الثدي إذ بلغت 40,0% منهن مستوً مرتفعاً مقابل 27,5% من الأمهات، وحققن أيضاً تميزاً في مستوى معارفهن المتعلق بطرق الاكتشاف المبكر والوقاية من سرطان الثدي، حيث بلغت 80,8% منهن مستوً مرتفعاً مقابل 64,2% من الأمهات مما ظهر معه فروقاً شديدة المعنوية بين التوزيعين عند مستوى احتمالي 0,01، كما أظهرن تقدماً في مستوى معارفهن المرتبط بعوامل الخطر وعلامات سرطان عنق الرحم حيث بلغت 45.8% منهن مستوً مرتفعاً مقابل 42.5% من الأمهات ظهرت معه فروقاً معنوية عند مستوى احتمالي 0.05.
وقد كان مستوى اتجاهات المبحوثات نحو اكتساب معارف متعلقة بكلا المرضين متوسطاً بنسبة 75.0% من إجمالي المبحوثات، وكان المستوى العام لوعي المبحوثات مرتفع بنسبة 54.6% من إجمالي المبحوثات دون ظهور فروق معنوية بين التوزيعين.
ووفقاً لنتائج اختبار معامل ارتباط بيرسون تبين وجود علاقات ارتباطية بين عمر الأم، والمستوى التعليمي للأم، وعدد مصادر المعلومات فيما يتعلق بكل من سرطان الثدي وعنق الرحم كمتغيرات مستقلة وبين المتغيرات التابعة المتمثلة في محاور مقياسي المعارف والاتجاهات المتعلقة بمرضي سرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.
وقد خلص البحث لعدد من التوصيات من أهمها أنه من الضروري أن تتنوع وتتعدد مصادر المعلومات الصحية حيث ارتبطت بدرجة معنوية بزيادة مستوى المعارف والاتجاهات المتعلقة بكلا المرضين، وضرورة إجراء الفحص الذاتي والفحوصات الطبية لاكتشاف سرطان الثدي، والتطعيم ضد فيروس الورم الحليمي البشري HPV للوقاية من سرطان عنق الرحم.